اللى نفسه فى حاجة يقولها

قولوا أى حاجة

الخميس، 15 أبريل 2010

جوبات صميدة

جوبات صميدة لأبوه هريدى

رجاء القراءة باللهجة الصعيدية

الجواب الأول

فاكر يا بوى أول جواب بعتهولك .. اللى جلت لك فيه انى فراحان جوى جوى عشان أتجنت فى الجيش وفرحت أكتر أنى رحت الأمن المركزى .. ساعتها أنت جلت لى يا بوى أن الجيش للرجالة وانت عارفنى طول عمرى راجل من دهر راجل لكن ساعتها لما أتجنت جلت يا بوى ده مفيش أيتها حرب خالص والحرب خلصت من زمان والبلد فى سلام وأمان يعنى يا بوى هروح الجيش أعمل أيه .. احعد فيه معملش حاجه .. يعنى هجعد زى الولايا يا بوى .. يا ليلة سودة وانحنا من امته حد فى عليتنا وليه .. داحنا حدانا فى الكفر منيمين الكفر كلاته من المغرب وساعات من العصر .. ولما ساعات يا بوى أكون زهقان ومضايق اجوم اضرب لى عيارين فى الهوى وزى ما يجوا .. أو اطرجع لى راسين بشومتى أهو تسليه .. أجوم ادخل الجيش واجعد فيه زى الولايه .. أنا ساعتها وانت عارف أنى جلت أنا مش رايح الجيش رحت أنت زعقت فى وجلت عوز تلبسنا الطرح يا صميدة يجول أيه ولد هريدى ع يهرب من الجيش .. وجريت يا بوى رحت جبت الألى وجلت لى لو ما رحتش الجيش يا ولد راح أفرغ الآلى ده فيه وفى عوضين أخوك.

أنا مخفتش يا بوى وانت عارف أنى مخافش أبداً .. بس أن جلت لاحسن الكفر يشمت فينا ولا نكون سليتهم ساعت المغربية على المصطبة ده لا يمكن يحصل أبداً.

ورحت يا بوى الجيش وفضلت جادع .. يجعدوا يأكلوا فينا وينططونا .. جول يعلفونا لحد ما بقيت زى الخرتيت هم فى الجيش شافوا كده راحوا نطاطونى أكتر .. بجيت أتخن أكتر بجوا مستغربين منى أنا جلت لهم أن مش ده اللى هيخسسن أنا أصلاً نفسيتى تعبانه .. عوزينى أخس دخلونا الحرب .. خلونا نحارب .. أنا تعبت جوى يا بوى وبجت نفسيتى زى الجيله .. مبقتش عارف أعمل أيه .. لغايت لما دخلوا علينى فى يوم يجى يوم واحد ابريل أو أتنين .. جالنا راجل كبير وعلي كتفه ضبابير كتير قوى حسيت ساعتها أن كتافه مايله من تجلها .. دخل علينا العنبر وكان فى يده كرباج طرجعه طرجعتين فى الهوا جبل ما يلوش بيه الواد عليوه الخرع صرخ الواد بعلو صوته رحت أنا زمجرت وصرخت جوى نفسى أثبت يا ود يا خرع وجلت أنا لو حصلت حرب عمرى ما هجف جنبيه ..

المهم يا بوى مطولش عليك .. الراجل الكبير ده جا لنا .. جوم يا ولد انت وهو فز جوم مفيش نوم خلاص ساعة الصفر جت أنحنا خلاص هنحارب أستعدوا .

أنا ساعتها يابوى بجيت أطنطط من الفرحة ورجصت .. أيوه والله العظيم .. تلاته بالله العظيم أنا رجصت .. رحت خالع مُلت السرير وجعت أرجص يجى ساعتين وأغنى يا بوى .. ومن ساعتها نفسى أتفتحت على الاخر وبجيت زى الفل .. أيوه كده .. أمال أنا داخل الجيش ليه .. ولا أصلاً الجيش عمله ليه.

جعدنا يا بوى من يوميها ينططون كتير .. كتير يا بوى جوى صبح وليل وليل وصبح

وجت ساعة الحسم يا بوى .. ساعة الصفر .. ساعة لجُى العدو .. اللى عوزين يدمرونا ويمدمرو البلد .. زى ما الباشا الكبير أبو ضبابير كتير ده كان بيقول.

يوم سته إبريل لمونا كلتنا فى عربيات كتير ووزعونا فى كل حته ينزلوا شويه .. وجه نصيبى يا بوى فى ميدان التحرير .. المدان ده أنا بحبه جو جو عشان بفكرنى العزة والكرامة والحرية .. ووجفت جنب مبنى بيجولوا عليه مجلس الشعب .. ولما سئلت الباشا الكبير أبو ضبابير تجيلة يعنى أيه يا باشا مجلس الشعب ده .. بص لى شويه ورفع راسه وبص فى الميدان الفاضى اللى جدمنا وسرح شويه كده وبعدين جال .. ده المكان اللى الشعب بيدخل يريح فيه شوية .. أنا جلت الشعب يجلس ليه ويريح ليه .. المفروض الشعب كله يجوم يحارب معنا .. أحنا مش هنحارب.

أنا وجفت يا بوى والوجفة طالت ورجلى نملت جمت باصص للواد عويس اللى جنبى وزغلت لده كده لما لقيته بيلعب فى شنبه جلت له يا ود هو ده وقت لعب انت مش شايف أنا دخلين على أيه .. دحنا دخلين على حرب يا ولد .. رفع راسه كده لفوج جوى .. اصله كان جصير .. هى فين الحرب ده يا صميدة .. أنا صحيح سكت أحنا من صبحية ربنا وجفين على رجلينا ومنعوا عن الزاد والماية حتى منعونا أننا نهرش وجعدوا ينططونا .. جال عشان نسخن لما نخش الحرب ميحصل كرامب .. ومشفتش أيتها عدوا ولا حرب ولا حاجة.

بس يا بوى على الضهر كده .. أنا أتصدمت صدمت عمرى يا بوى بعد شويه بصيت لجيت شويه عيال ولا أطفال ولا ايه أنا مش عارف بيجلوا عليهم شباب سته إبريل .. مع أنهم كانوا أكتر من سته .. مأنت عارف يا بوى أنى بأعرف أعد .. بس يا بوى كلهم لبسين لبس ألافرجنى جميص وبنطلون وكل واحد فيهم بسبسبلى شعره وحاطين على راسهم يجى رطل زبده زى اللى بجبها من عند حناطة الحلاج .. وحطين شويه روايح أنا لما جربت منهم وأنا بلوش ولد فيهم شميت ريحه .. يا سلام يا بوى ولا المسك .. والله يا بوى وما ليك على حلفان أحلى من الريحة اللى جبتهالى من مولد السيدة عام أمنول ..

أنا يا بوى لما شفت كده بصيت حولايا وبقيت مشدوه ومصدوم ومعرفش أعمل أيه حتى لما الباشا الكبير جوى صرخ فينا وجلنا نضرب أنا مسمعتوش وأزاى أسمعه .. أضرب أيه .. وأضرب مين .. فين الجيش اللى هنحربه .. فين العدوا اللى جدمنا .. دول حتى معهمش ننبيت .. ده كل اللى معاه شوية ورج .. وعملين يزعجوا ويصرخوا .. دأنا حتى يا بوى كنت واخد معى شومتى .. وانت عرفها يا بوى .. شومه أيه مكن صحيح وياما دخلت معى معارك ويام طرجعت روس كتير .. فى الأخر يا بوى أهنها وأخليها تلمس أى واد من العيال اللى شعرها مدهنن ده .. ده حتى كانت تزعل منى وتخد على خطرها ..

أنا لما أخدتنى الصدمة يا بوى وسرحت وبجيت أكلم نفسى .. محستش بنفسى خالص ولا بالدفعة اللى جنبى وهى نازله طحن فى البسكويت اللى جدامهم ده .. ومخرجنيش اللى لما الباشا الكبير جوى ده لشنى كام لوشه بالكرباج السودانى اللى معاه وهو بيصرخ فى .. أنت يا بجم مبتتحركش ليه .. أنا ساعتها كنت عوز أطرجع راسه بالشومة .. وصدجنى يا بوى كانت أحسن راس تلج بشومتى .. لكن مسكت نفسى على الأخر وبكل عصبيتى .. وانت عارف عصبيتى يا بوى رحت رامى الشومة ودخلت على الولاد دول وبجيت أمسك كل أتنين أتنين وأخبطهم فى بعض فكرنى لما كنت بطجش البيض الفراخ

لكن أجولك يا بوى العيال ده كانت بتجول كلام .. أحلى من كلام شعبان أبو دراع فى الموالد عندنا والأفراح .. وأجمد من كلام أبو زيد الهلالى

يا بوى بجولك أيه أنا هجفل الجوب ده على كده وهكملك بكرة .. مع السلام يا بوى وخلى بالك من الجحش بتاعى وسلملى عليه وعلى خالى.

صميدة هريدى - الأمن المركزى

عمرو العزالى

13/4/2010

الجمعة، 29 يناير 2010

مبروك لمصر

ألف مليون مبروك لمنتخب مصر منتخب الساجدين ..
على فوزهم الغالى والكبير على الجزائريين
عشان سجدوا لربنا بس .. ربنا رفع هامتهم

الخميس، 21 يناير 2010

أنا .. أو لا أحد
تسرب همس لم يشعر به أحد خاصة هو .. حولت عينيه الملاء فتنة وسحر الهمس إلى دبيب كا دبيب النمل لم يشعر به إلا من ألتقت عيناه بعينية .. صار دبيب النمل إلى صوت زن نموس خافت مع كل من يتنبادل معه بعض كلمات .. أصبح كادوى النحل مع من تعامل معه .. تمنى كثيرين أن يحظوا بالقرب منه .. من النظر فى عيناه من سماع النغم الصادر مع كلامه .. يُحسب محظوظ من يتكلم معه .. فليس روعة جمال عينيه الفاتنة ولا معسول كلامه الساحر ولا إبتسامته العذبه كل ما يميزه .. بل جماله زانه رفعت أخلاقه وجم أدبه يدفع الكل من القرب منه .. رددت القلوب صدى الأعجب بأن هذا يوسف هذا العصر.
كانت تصيب الدهشة كل من يتعامل معه .. ويتردرد السؤال الصعب .ز لماذا هذا مغضوب عليه؟ّ!
نسجت حوله حكايات غرام وغزل هو بعيد عنها .. كان خلقه العالى عازل بينه وبين التدنى .. كانت كلل اللائى تتعامل معه تنسج حوله وحولها حكايات وقصص هو منها برئ .
تلقفت مديرة المؤسسة تلك الخيوط ونسجتها ببراعة خيوط طوقته بها وهو عنها غافل .. أخذت تجمع أطراف الحكايات وتلملم الشائعات .. تنفرد بهذه وتسر إلى تلك .. تهمس لهم .. تأمرهم .. تضغط عليهم .. حتى أصبح الهمس لغط ودوى النحل شكوى.
أخذت الأشاعات تلفه من كل جانب .. غيبه سوادها لم يُرى من خلاله.
حولت المديرة المديرة للتحقيق .. هددته كثيراً .. أشهدت عليه من كان يتمنى لو نظرة منه .. صدمته الإتهامات .. أزهلته الإفتراءات
لملما أوراقه .. حزم حقيبته .. طفر الدمع فى أعين متمنيه .. ساحت على خدود مريديه .. أسقط فى أيهدهم
جاءت المديرة تشرف على إستقالته .. تقدمت منه خطوة .. أصبحت أمامه مباشرة .. ملئت عينيها منه .. بادلها نفس النظرة التى نظر إليها وقت أن راودته .. ملائ عينيه التشفى ورغبة دفينه فشلت فى إخفائها .. قالت وهى ضغطت على كلماتها
- أنا ... أو لا أحد
روادته نفسه إلى الإستسلام .. لكن خلقه العالى حال دون ذلك.

جسدين هزلين

جسدين هزلين

من صغرها كان مشهور عنها حب الأطفال .. يجذبها وجوه الأطفال البريئة .. تتراقص الفرحة فى عينيها عندما تناغى طفل .. يرقص قلبها طرباً على أنغام ضحكة طفل.

كانت دائماً تلعب مع من هم أصغر منها .. تكبر وسن لعبها لا يكبر .. صارت تلاعب ولا تلعب .. أضحى حبها عشقاً .. كانت تقول عن هذا الحب عندما تسئل عنها .. هذا شئ جٌبلت عليه .. وقال من عرفها أنها مسيرة بهذا الحب ومسخرة له .. تمنت أن تتزوج ولا تُكذبها عندما تقول أنها سعت إليه .. كان كل همها أن تناغى طفلها الخاص بها .. تأخرت فى الأنجاب لكن أبداً عشق الأطفال فى قلبها لم يتأخر .. صبرت كثيراً .. زادا الشوق فى قلبها أكثر .. لاحت بوادر الأمل .. تشبثت به .. خرج إلى الدنيا .. زادا عشقها بهجة على بهجتها .. جرى قلبها طرباً وسروراً مع أول خطواته .. هوا قلبها مع كل عثراته .. أنتصف عامه الثانى .. زادت الشقاوة من إصابته .. جرح أصبعه .. شعرت أن إصبعها قد جرح فضمدته .. وقعت المكواة ساخنة على يده فشوهت منظر يده .. ظلت تدارى يدها وتعالجها من أثر تشوه ليس فيها .. كان حبه للشقاوة يدفعه للتملص من طوق الرعاية الذى شملته به .. بعد عامه الثالث دب الهزال فى جسده دون سبب .. أسترعى إنتباهها .. تنقلت به على مختلف الأطباء .. أجرت له شتى الفحوصات .. وأجريت لها أيضاً .. ذادا جسده الصغير هزالاً .. عافت نفسها الطعام .. أعلن الأطباء أن به مرض نادر .. دون داء أو مرض تسابق جسدها مع جسده هزالاً .. أعلن الأطباء أنه ليس به مرض رغم ذلك ظل فى سباقه .. نقل الأبن إلى الرعاية .. هوت بجواره .. لم يغب عنها لحظة .. أحتوته بعينيها .. راقبت كل حركاته .. أنفاسه .. نبضه .. دقات قلبه

فى صباح يوم خرج من المستشفى نعش واحد بداخله كفن واحد يضم الجسدين الهزلين

17/1/2010